السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الذي مهد لنا الارض مهدا ، وشرع لنا من الدين ما وصى به إبراهيم والنبيين ليكون لنا رشدا
كتب على نفسه الجزم بالثواب والاختيار في العقاب
أنزل القرآن ليكون حجة وبيان وشفاء لما في الاكنان
يعلم ما في الصدور وإليه مقاليد الأمور ، غفور رحيم وعذابه أخذ أليم
والصلاة والسلام على محمد النبي الامين ، إمام النبيين وقدوة المحققين وسيد الاولين والاخرين
أحسن الانبياء كلاما وخيرهم مقاما ، لبنة تمامهم ومسك ختامهم
وأشهد أن لا إله إلا الله واحد أحد ليس له صاحبة ولا ولد ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الكريم الرسول الاكرم والنبي الاعظم والمعلم لاول ،
أما بعد ،،،،
فتاريخنا الاسلامي حافل بالمواقف المشهودة والأحداث العظيمة ولقد برز وسط هذه المواقف والاحداث رجال سطروا هذا التاريخ ، علموا أنهم خلقوا للعبادة ، فحق عليهم الاعتناء بما خلقوا له والاعراض عن حظوظ الدنيا بالزهادة .
وأمتنا هي أمة الشهادة ، وهي الامة الوسط
قال تعالى " وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً "
وأمتنا هي خير أمة أخرجت للناس " كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ "
إذا فأمتنا كانت وما زالت – رغم ضعفها- وستظل خير أمة
والخير فيها ما دامت الارض وما عليها
وتاريخنا المجيد يحفل ويزخر بالشخصيات العظام
سواء في مجال العلم الشرعي
أو العلم الدنيوي كالطب والهندسة وغيرها
أو في مجال الجهاد والحروب
ونحن اليوم على موعد مع احد هؤلاء الذين هم مجاهدون بارعون
مع اسد من اسود المعارك
فبنظرة يسيرة على تاريخ هذه الامة
نجد فرسان عظام هابتهم الدنيا جمعاء
بداية من فاروق الامة الاواب عمر بن الخطاب
مرورا باسد الله الغالب على بن أبي طالب
وسيف الله المسلول خالد بن الوليد
وداهية الدواهي عمرو بن العاص
رضوان الله عليهم
ثم عقبة بن نافع
وموسى بن نصير
وطارق بن زياد
ثم عبد الله بن المبارك
وبن تيمية
ومحمد الفاتح
ولو ظللنا نعد فرسان المعارك لما انتهينا
وفي التاريخ المعاصر هناك الكثير والكثير أيضا
على سبيل المثال المجاهد عمر المختار ...... إلخ
وإننا في هذا الموضوع نتحدث عن واحد من هؤلاء المعاصرين
لم يكن زمانه بعيد عنا
بل إن تاريخ وفاته متأخر
فقد توفي في عام 2002
إنه ســــيــــف الاســــلام
وإنني احزن جدا عندما ارى شباب الاسلام ينبهر بالملحد جيفارا
ويجهل سيف الاسلام
نعم إنه سيف الاسلام
واسد الشيشان
إنه
خــــطَّــــاب
ماذا تعرفون عن خطاب ؟
فلنتعرف عليه وعلى نشأته
اسمه الحقيقي سامر بن صالح بن عبد الله السويلم وكنيته : خطاب أو ابن الخطاب
والده سعودي
وامه تركية
تزوج من داغستانية من قرية " كاراماخي" وله بنتا وولدا
ولد خطاب عام 1389 هـ - 1970م في مدينة عرعر شمال المملكة العربية السعودية ، و ينتمي لعائلة خيرة طيبة اشتهرت بالشجاعة والشهامة .
كان والده – رحمه الله - يأخذه مع أخوته كل أسبوع إلى المناطق الجبلية يعلمهم الشدة والشجاعة ، ويضع على ذلك الجوائز والحوافز ويطلب من أولاده العراك والصراع حتى تشتد سواعدهم
وفي هذا الجو بدأت تظهر آثار النجابة والشجاعة على خطاب ، ثم انتقل والده رحمه الله بأبنائه إلى منطقة الثقبة بالقرب من الخبر ، وهناك تربي خطاب في حي مشهور أخرج دعاة وصالحين وهو حي الصبيخة .
توفي والد خطاب – رحمه الله - ، وكانت أمنيته أن يرى خطابا قبل وفاته فارسا مغوارا في ميداين النزال
لكن سبق قدره فعجل بموته قبل أن يرى ذلك اليوم
سفره للولايات المتحدة
عندما بلغ خطب عامه السادس عشر ذهب للولايات المتحدة الامريكية للدراسة بجامعة بوسطن
لكنه لم يستمر هناك
وذلك لانه تربى على الشجاعة والاقدام
وكان يتأثر عندما يراى اخوانه من المسلمين المستضعفين في افغانستان والشيشان وغيرها
فترك الولايات المتحدة الامريكية ولبى نداء الجهاد ونحسبه – ولا نزكيه على الله – ممن قال الله تعالى فيهم " مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً "
ولقد رأي خطاب أن حياته في الجهاد
فاستجاب لنداء الجهاد ويكأنه يلبي قول الله تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ "
فسافر في عام 1988 إلى افغانستان لينضم إلى كتائب المجاهدين ضد الاحتلال الروسي الغاشم
وظل هناك يجاهد لمدة ستة سنوات تعلم خلالها الفنون القتالية والقيادة العسكرية حتى اصبح قائدا فزا رغم صغر سنه
فهو في بداية جهاده لم يكن تجاوز السابعة عشر
وبعد ست سنوات فقط أصبح قائدا فزا
فقد تميز خطاب بسرعة استجابته وتعلمه للفنون القتالية، إلى جانب إجادته لعدة لغات بجانب العربية وهي الروسية والإنجليزية والبوشتو.
يقول أحد المجاهدين يصف خطاب عند وصوله لأول معسكر تدريب في جلال آباد - أفغانستان :
كان معسكر التدريب بالقرب من جلال آباد يمتلئ يوميا بالاخوة الذاهبين للجبهة والقادمين منها . وكنا في ذلك الوقت نحضر لعملية كبيرة ضد الروس وكان هؤلاء الاخوة الذين أتموا فترة تدريبهم يعدون حقائبهم للذهاب إلى الجبهة . في هذا الوقت وصلت مجموعة جديدة من المتطوعين ولاحظت وجود ولد صغير لا يتجاوز عمره ستة عشر أو سبعة عشر عاما له شعر طويل ولحية لم يكتمل نموها بعد . ومباشرة بعد وصوله ذهب إلى القائد يستجديه ويستحلفه أن يرسله إلى الخطوط الأمامية وبالطبع رفض قائد المعسكر أن يرسل ولدا صغيرا غير مدرب إلى الخطوط الأمامية. بعد ذلك ذهبت إليه وحييته وسألته عن اسمه فرد قائلا : ابن الخطاب .
وفي خلال ست سنوات تحول هذا الشبل الصغير إلى مقاتل وقائد من أشجع وابرع المجاهدين الذين عرفهم العالم في القرن العشرين .
وقد شارك خطاب في عمليات جهادية متعددة في افغانستان
ومن بين هذه العلميات
فتح جلال آباد وخوست وكابول عام 1993
مما اضطر الروس للانسحاب من افغانستان
وكان هناك توفيق وفضل من الله كبير على خطاب ورفقاه
ثم سمع خطاب بأن الروس يضربون في طاجكيستان فذهب إلى هناك وبعض الاخوة
وتتعرفون على جهاده في طاجكيستان منه من خلال الفيلم الوثاقئي الملحق بنهاية الموضوع
وكان ذلك في الفترة ما بين عام 1994 إلى عام 1995
ثم كان عام 1995 موعدا مع دخول الشيشان
وبدايه فقد دخل الشيشان ومعه 12 اخ فقط لا غير
وسبب دخوله الشيشان نعرفه من قوله
" عندما رأيت المجموعات الشيشانية مرتدية عصابات مكتوبا عليها لا إله إلا الله محمد رسول الله ، ويصيحون صيحة الله اكبر علمت أن هناك جهاداً في الشيشان وقررت انه يجب علي أن اذهب إليهم "
وكان خطاب قائدا بارعا مرتبا يأخذ بالاسباب مع التسليم الكامل لله والتوكل عليه
وكان يدعوا ويتضرع إلى الله وانشأ معهد ديني في الشيشان ليعلم الناس دينهم
وقد قام خطاب بالعديد من العلميات الجهادية في الشيشان
لقن الروس خلالها اقسى الدروس وأدبهم بضرباته القاتلة
حتى أجبرهم على الانسحاب من الشيشان
وبعد انسحاب القوات الروسية من الشيشان في خريف 1996 أصبح خطاب بطلا قوميا في الشيشان وقد منح هناك ميدالية الشجاعة والبسالة من قبل الحكومة الشيشانية . وقد منحوه أيضا رتبة لواء في حفل حضره شامل باسييف وسلمان رودييف القادة العباقرة في حرب الشيشان
واستمر في الشيشان حتى مات في عام 2002
وسنتعرف على تفاصيل موته كما رواها احد القواد الذين كانوا معه
هذا باختصار شديد جدا موجز عن حياة خطاب ويبقى لنا تتمات نتمها في موضعها إن شاء الله تعالى
وايضا فالفيلم الوثائقي يتحدث فيه خطاب عن بعض العلميات التي قام بها في افغانستان والشيشان بالصور والارقام
.........
يتبع .....
__________________
جــاوزتُ فــي لومـــه حــداً أضـر بـه
مـــن حيــث قــدرتُ أن اللـوم ينفعــه
إذا الشعب يوما أراد الحياة ... فلا بد أن يستعيد العبر
..........
يَسُوسون الأمور بغير عقلٍ ... فَينْفُذُ أمْرُهُم ويُقالُ سَاسَة
فَأُفَّ من الحياة وأُفَّ مِنِّي ... ومن زمنٍ رئاسَتُةُ خَسَاسَة